يمثل هذا القطاع 38٪ من استهلاك الطاقة بالمملكة، وتترتب عنه أيضًا آثار ملحوظة على جودة حياة المواطنين (تلوث الهواء، التلوث الضوضائي، تقادم بعض المُعِدّات، إلخ). وقد يواجه هذا القطاع رياح التغيير التي تتزايد قوتها يوما بعد يوم: الابتكارات التكنولوجية، وكهربة المواصلات، وارتفاع سقف التطلعات لدى مستعملي وسائل النقل العمومي. ورغبة منها في مواكبة هذه التحولات والرهانات، بادرت شركة الهندسة الطاقية إلى ترسيخ مكانتها في هذا القطاع.
علاوة على ذلك، يتميز قطاع المواصلات في المغرب بكونه يستخدم الطاقة بكثافة، إذ استأثر في سنة 2014 بما يقارب 38٪ من الاستهلاك الوطني الإجمالي للطاقة. وبعد اعتماده في الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة سنة 2017، أصبح التنقل المستدام مُدْرَجا في إطار مثالية الإدارة.
كما أن وسائل النقل النظيفة تحظى حاليًا بمكانة متميزة، لأنها تساهم في تقليص الاعتماد على المنتجات البترولية الشديدة التلويث، من جهة، وتساعد على خفض انبعاثات غاز الدفيئة التي تؤدي إلى تسريع وتيرة ظاهرة الاحتباس الحراري، من جهة ثانية.
وفي هذا الصدد، أطلقت شركة الهندسة الطاقية مبادرة لفائدة التنقل المستدام، لا سيما في وسائل المواصلات العمومية، من خلال مشروع الحافلات الكهربائية الذي تم إنجازه بمدينة مراكش في سنة 2016، خلال مؤتمر الأطراف حول التغيّرات المناخية.
تولي شركة الهندسة الطاقية اهتماما خاصا للتنقل المستدام، من خلال تقديم حلول ناجعة في استخدام الطاقة، ومن خلال إحداث نموذج خدمات جديد مخصص للنقل المستدام والنظيف، لفائدة الجماعات الترابية، بل وأيضًا للإدارات العمومية، عبر تزويدها بحلول ملموسة تُمكِّنها من استعمال المَرْكَبَات النظيفة. وفضلا عن هذه الحلول، تساهم شركة الهندسة الطاقية في تهيئة بيئة مواتية تعنى بالعديد من الفاعلين (الشركات المُصنِّعة ومحطات إعادة الشحن، ...)، وتلعب دورا في النهوض بالرافعة التنظيمية من أجل تنمية سوق المَرْكبات الكهربائية وتجهيزات إعادة الشحن المرتبطة بها.
تترتب عن استهلاك الطاقة في هذا القطاع عواقب بالغة الأهمية على قدرة الطاقة الإنتاجية للمملكة في مواجهتها للتنافسية الاقتصادية، ولتحديات تقليص بصمة الكربون. وبالتالي، فإن إحداث تحول في هذا القطاع والرفع من نجاعته الطاقية يمثلان رهانا أساسيا بالنسبة للاقتصاد الوطني، والشركات على حد سواء. ومن ثمة، تتجلى إحدى مهام شركة الهندسة الطاقية في المساهمة في ظهور منظومة قوية، قادرة على مواكبة تحول القطاع الصناعي.
يستهلك القطاع الصناعي حوالي 21٪ من الطاقة الأولية، وهو ما يمثل رهانا مزدوجًا: تقليص ما ينفقه المصنعون على الطاقة، وتمكينهم في الوقت ذاته من الإنتاج بالموازاة مع التخفيف من حدة التلوث.
تمثل النجاعة الطاقية في القطاع الصناعي تحديًا بالنسبة لشركة الهندسة الطاقية. ويتمثل هدفها في أن تضع في متناول الشركات تدابير متنوعة في مجال الطاقات المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة، تكون كفيلة بتخفيض تكاليف الإنتاج، والرفع من القدرة التنافسية للشركات المغربية، في نهاية المطاف.
ومن شأن تعزيز النجاعة الطاقية في القطاع الصناعي أن تؤدي أيضا إلى إنجاز مشاريع ملموسة تتلاءم مع كل صنف من أصناف الصناعة، وإلى مواكبة المناطق الصناعية وتمكينها من تقديم مرافق وطاقات نظيفة بتكلفة أقل، مقارنة بأسعار مصادر الطاقة التقليدية.